الأحد، 20 مارس 2011

لا أخافك

هدّد ما شئت، وارفع إبهامك تلويحاً ما استطعت، إرفع صوتك حتى إنفجار الصوت، إستعرض قمصانك السود فجراً ومساءً، وتباهى زهواً بسلاحك في شوارعنا وأمام أطفالنا، زينة وترهيباً وإدّعاء مقاومة تحيا على حكايات عتيقة وتنام عل حرير مكاسب القوة وانتهاكات الحق.
لم ولن أخافك
في عروقي نبض حرية ورثته عن أجداد واباء ما استهابوا حكاماً وسلاطين كانوا اكثر منك غروراً وتعنّتاً وإستباحة، وفي ذاكرتي المتوارثة قطع متناثرة من عصّي قوتهم التي إنكسرت في معاكستها لمسار المنطق والتاريخ.. والحرية.
لك ما شئت من وقت، ربما تتعلّم وتتّعظ عوضاً من فيض العِظات المتلاحقة ضجيجاً كمثل العظام في الطناجر الفارغة، ربما تتعلّم أن:
  • قوة الحق وأن طال أوان قمعها وخنقها تبقى لها كتابة نهايات حق القوة ويكفي أن تجول بعينيك من خليج العرب الى محيطهم.
  • كل ما يُبنى على خطأ يبقى خطأ، مهما تغلّف بعصبيات الدين والشعارات البراقة والانتصارات الظرفية.
  • أي سلاح لا إجماع عليه يصير أداة ترهيب وقمع وانتحار، وإجماع الجزء لا يحلّ محل إجماع الوطن، كل الوطن.
  • ان الرؤوس الجامحة ببخار مشاريع السلطة التي تجاوزت معادلة الكيان صوب معادلات الخارج، باقويائه وحساباته ومشاريعه، تدحرجت نحو غياهب الذاكرة قبل مواسم قطاف الوهم، وما رافقها الا لازمة " لن ننساك ابداً".
  • ان بعض الوقائع لا تجعل من الوهم حقيقة، كما ان الزؤان البلدي يبقى افضل الف مرة من القمح الايراني!.
لك ان تخاف، لأني لا اخافك أنا وآلاف الالاف ممن لا يتوهمون، إنما يحلمون بوطن الحرية والسيادة والعدالة، يحيا بثقافة الحياة والاحياء، لا الموت والاموات، ويؤمنون بعد تجارب أن للجيش وحده السلاح، ومتأكدون ان ساعة يسقط فيها سلاحك الطاعن في ظهورهم ترهيباً  وقهراً آتية آتية آتية.
فادي الشاماتي 3/2011