السبت، 12 فبراير 2011

الى العامرة قلوبهم بالايمان

الى العامرة قلوبهم بالايمان  (كلمة العدد في مجلة المسيرة)
حين تعطي اذنك لكلام العائدين من الانتشار القريب والبعيد،تسمع ما يجمد بعض دم في العروق،فالبلد عندهم انتهى.والمسيحيون سائرون الى الزوال.لقد اكلوهم.وبعد اعوام معدودة،لن يبقى منهم احد هنا.وبذلك تكون المقاومة،المقاومة الاولى الكبرى في وجه اعداء الحرية والانسان.قد طواها الزمن،ولم يحفظ منها ابناؤها الاحياء سوى صور الشهداء.وبعض اطلالات مجد.والرب يستر!
طالما كانت الاقامة في الخارج موضع ياس وتيئيس،فالاخبار تخرج تافهة،وتصير جبلا.والخطر ينمو على الرصيف في البلد،ويغدو وراء الحدود رعبا متواصلا.والحزن والخيبة يتعملقان،ويستحيلان مواقف جازمة بان الغد اسود اسود.
انما علينا اعتياد القراءة في كتاب التاريخ،لنفهم معنى البقاء والصمود.وليس عبثا ما تعرضه صخور نهر الكلب منذ الاف السنين.القراءة وحسن النظر والانصات.اذاك تقول لنا السنديانات العتاق وعشب الحقل وسواقي الوديان وما يبوح به الهواء من تواصل بين جيل وجيل،ان ما نعانيه اليوم من سياسات هو باطل الاباطيل،وانه شان عابر،تماما كما اصحابه،وان النصر الحق لم يكن يوما للسلاح والعدد وشهوة العنف والتسلط،بل للعامرة قلوبهم بايمان السلف الصالح المبارك.
نود لو يصل هذا الى احباء كثر حيث يكدون لمعيشة العيال.ونود ان نلقاهم دوما يضيفون ماء الى طاحون الخير الهادر بلا انقطاع.ونود ان نضمهم الى الصدر مقاومين الى الابد.

صعود ابو شبل

الخميس، 10 فبراير 2011

برسم الأحزاب والمحازبين

· كيف ننتمي الى أحزاب، ولا نسأل ماذا حققت في مساراتها؟
· كيف ندّعي التحرّر من نير التقليد والإقطاع، ونحن اسرى لمتجدديه؟
· كيف نلهث وراء وفاق مع الآخر، ولا نرضى بالتخاطب مع أخ ورفيق عمر؟
· كيف نطرح الشعارات البرّاقة لإيقاظ عقول الآخرين، وهي نائمة في ضمائرنا   

  وممارساتنا؟
· كيف ننادي بضرورة تداول السلطة، ونرضى بقمعها عند أقدام الزعيم؟
· كيف نتكلّم عن معاناة الناس، ولا نرى فيهم إلا أدوات للإستهلاك؟
· كيف نتبجّح بثقافة الحوار، ولا نفقه أبسط مفرداتها؟
· كيف نصرّ على محاسبة الآخر، ولا نقرّ بمحاسبة أنفسنا؟
· كيف ندّعي الرقّي وإمتلاك نواحي المعرفة، ونحن عاجزين عن تخطّي ألوان الانتماء.
· كيف نعِد بحصاد وفير لمستقبل مشرق، ولا نزرع حاضرنا الا حقداً وضغينة؟
· كيف نتحسس وجع البؤساء، ولا عمل لنا الا دعوتهم الى حفلات العشاء المكلفة؟
· كيف نسعى لبناء مستقبل للشباب، وهم بالواقع أدوات لديمومة ماضينا وحاضرنا؟
· كيف ندّعي إحترام تضحيات الشهداء، ولا نقف أمام قبورهم الا لحاجة الى منبر؟
· كيف نقول بإستشهادهم من أجل وطن، ونخطفهم بالممارسة الى ملكيات ضيقة أنانية، 

  لنضرب في الصميم معنى إستشهادهم؟
· كيف نناضل لصالح المجتمع، ونحن غير مبالين أمام تدهور مقوّمات وجوده؟
· كيف نتبجّح بالقِيَم، وهي بالممارسة تحت نِعال اقدامنا؟
· كيف نقيس وفاء الرجال الرجال، ونحن لسنا باوفياء؟
· كيف نبني المستقبل الواعد، ونحن غير متصالحين مع الماضي؟
· كيف تتراكم وتتقدّم ثقافتنا، ونحن لا نقرأ الا في كتاب واحد؟
· كيف ندعو الى التغيير، وأصبحنا حرّاس أعراف وتقاليد؟
· كيف نتلبّس الحرية، ونحن عبدة الزعماء والمناصب وأسرى أفكارهم؟
· كيف نتماهى مع مسار التاريخ، والتاريخ يبداء معنا وينتهي بِنا؟
· كيف نسدد الأثمان الباهظة، ونرضى بالنتائج العبثية المصفّرة؟
· كيف نستجدي معونة الله، وزعيمنا أعلى شأناً منه؟
· كيف نرسّخ ثقافة " الآخر"، ونحن عاجزين عن تخطي ثقافة "الأنا"؟
· كيف نراهن على أحزاب في بناء وطن، وهي غير قادرة على بناء ذاتها؟
· كيف نتبنّى الشفافية، وحساباتنا المالية كهوف من الأسرار؟
· كيف يجوز لنا أن نُعطي، ولا يحق لنا أن نساءل؟
· كيف نقول أننا ابناء التجربة، ونُعيد تكرار أخطاء الماضي؟
· كيف نكون صادقين، ونحن كذبة؟

فادي الشاماتي

لبنان كثرة في الزعامات وقلة في العمل القيادي

اللبنانيون نقّاقون. يجمع العديد من زوار لبنان على ان الصفة الأبرز لأحاديث اللبنانيين معهم هي النّق. هذا الوصف ليس بعيداً عن الدّقة، الا أن المصاعب التي ما زال اللبنانيون يعانونها قد تبرّر لهم ذلك، فلبنان هذا البلد الصغير لم تهدأ فيه منذ نشوئه الصراعات الداخلية، ولم يكن يوماً في منأى عن خلافات محيطه وأزماته. الناس مرهقون ومتوتّرون ومُحبطون ويستحقون الراحة والكثير من التفهّم والمساندة.
ويعتقد العديد من اللبنانيين ان المصاعب التي يعيشها وطنهم فريدة في تعقيداتها وبصعب جداّ حلّها، ما يحتّم عليهم أن يقبلوا العيش في حالة مستمرّة من القلق وكأن معاناتهم قدر الهي. والحقيقة ان متاعب لبنان فعلاً كثيرة ومعقدّة وعميقة ومزمنة، ولكم يشبه هذا البلد المتوسطي الجميل مريضاً لم يبرح متنقلاً منذ ولادته بين غرفة العمليات، وغرفة العناية الفائقة، وغرفة الانعاش، وغرفة النقاهة، ليعود ثانية حيث بدأ الى غرفة العمليات، في دائرة مغلقة لم يستطع بعد كسرها أو الخروج منها.
ولكن قراءة سريعة للتاريخ تظهر ان ما من بلد أو مجتمع الا وقد واجه مصاعب وتحديات، كل حسب بيئته وثقافته وإرثه، ولا مبالغة في القول ان كثيراً من المجتمعات والبلدان واجهت تحديات أكبر وأخطر من تلك التي يواجهها لبنان، ولكنها إستطاعت أن تعالجها وتتغلّب عليها. ان المصاعب والأزمات أمر ثابت في تاريخ المجتمعات البشرية وحاضرها، ولا يمكن بناء حضارة أو النهوض بمجتمع الا عبر التعامل معها بجرأة ومسؤولية وحكمة، فالمشاكل موجودة لكن الحلول أيضاً موجودة.
أين العقدة؟
المشكلة ليست في وجود المشاكل، ولكن في غياب العمل القيادي، فمفتاح التطور ليس إنعدام الصعاب أو الوجود في بيئة لا تفرز تحديات، بل الاستمرار في انتاج عمل قيادي يساعد المجتمع على التأقلم مع التحديات بفاعلية وقدرة، والتأقلم لا يعني التعايش مع المشكلة، بل الرُقي الى المستوى المعنوي والتقني اللازم لمواجهتها. العمل القيادي هو الأساس في مواجهة الأزمات وإستغلال فرص النمو، فمن دونه يبقى أي مجتمع في حالة ركود وتراجع كما هو الحال في لبنان.
وقد يكون من المفيد هنا توضيح القصد بالعمل القيادي، وهو مجال معرفي شاسع بدأ الباحثون أخيراً التعمّق فيه أكاديمياً بعيداً عن الانشائية والمفاهيم الشائعة. وتعريفه انه مساعدة المجتمع على إمتلاك القيَم الضرورية لإستمراره وتطوّره، وهو ينطلق عبر عدة نقاط رئيسية ابرزها:
1- الاعتراف بوجبود التحديات بواقعية ودّقة.
2- البحث عن الاسباب الاساسية للتحديات الحقيقية، والفصل بين ما هو جوهري وما هو عارض.
3- وضع الناس أمام مسؤوليتهم، وتنبيههم الى ان هذه المشاكل تخصّهم، وانه عليهم تقع مسؤولية البحث عن الحلول والعمل الدؤوب لتطبيقها وبثّ الوعي بأنه لا يجوز لهم أن يضيّعوا الوقت والجهود في البحث عن عذر يعفيهم من مسؤوليتهم أو غيجاد شمّاعة يعلّقون عليها سبب مشاكلهم، او تبنّي نظرية المؤامرة التي تلقي بكل التبعات على العدو.
وحده العمل القيادي الذي يفتقده لبنان، مثل الكثير من المجتمعات، هو الذي أنقذ المجتمعات البشرية وأخرجها من أزماتها، وأوصلها الى ما وصلت اليه اليوم من تقدّم وحضارة وتطوّر. وكما هي الحال في أغلب المجتمعات، يوجد في لبنان خلط بين الزعامة وهي ( سلطة authority) من جهة، وبين القيادة leadership من جهة أخرى. والخطأ الشائع إطلاق اسم القائد على من يمثّل الزعامة أو السلطة سواء كانت سلطة زمنية أو دينية او عسكرية أو ادارية او اجتماعية أو ما شابه، وفي مجمل دول الشرق الأوسط يطلقون اسم القائد على رأس الدولة والقوات المسلحة.
والحقيقة ان القيادة ليست لقباً، بل هي فعل أو سلسلة أفعال محددة تهدف الى مساعدة المجموعة كي ترقى الى مستوى التحديات بهدف الاستمرار والتطور، بحيث يكون عبء مواجهة التحديات موزعاً على المجموعة لكاملها، ما يستلزم زيادة الوعي عند المجتمع وتشجيع المجموعة " حتى يغيّروا (هم) ما بأنفسهم"، لتكون لهم الحياة وتكون حياة أفضل.
ولعلّ الصعوبة الابرز في وجه العمل القيادي في لبنان، والكثير من البلدان، انه يصادم المفهوم المترّسخ للزعامة ولممارساتها، فالزعامة التي تسعى بشكل أساسي للبقاء في موقعها ولتعزيز هذا الموقع، تحيا وتستمر وتنمو من خلال ترسيخ اتكالية المجتمع عليها، وهي تطلب من المجتمع ان يترك لها تحديد طبيعة التحديات التي يواجهها. وكذلك إيجاد السبل الملائمة للتعامل معها. وما ساهم في زيادة الاتكالية انتشار ثقافة الخوف من الآخر، الأمر الذي يزيد تمسّك المجموعة بزعيمها طلباً للحماية وسعياً للشعور بالاطمئنان، وقد عزّز الخطاب السياسي عند الطوائف في لبنان بشكل متزايد سيكولوجيا الخوف من الآخر وعدم الثقة به، فتحصّن موقع الزعيم وتحسّن، لأن المجموعة عندما تتحسس الخطر تتمسك أكثر فأكثر بزعيمها، وتفوّض له أمرها بشكل أشمل، وتمتنع عن مساءلته ومحاسبته، تماماً كحال الصبي الخائف، فأنه كلما إستشعر الخوف تشبّث بثوب والده وإنصاع له إنصياعاً تاماً.
وعلى عكس ما سبق، يتطلّب العمل القيادي تشجيع تعاون أفراد المجتمع، الأمر الذي يستلزم توحيد مكوّنات المجتمع بمدّ جسور التواصل، وتعزيز بناء الثقة بين الأفراد والمجموعات لينفتح بعض هذه المجتمعات الضيقة على بعض عوضاً عن التقوقع والانعزال، والأهم من ذلك، يساعد العمل القيادي كل مجموعة على التخلّي عن بعض طموحاتها وولاءاتها وخصوصياتها من اعراف وتقاليد لمصلحة المجموعة الكبرى التي هي الوطن.
وفي نظرة الى تطور الأحداث في لبنان، نجد ان الانقسامات آخذة في الازدياد منذ الاستقلال، فبعدما كانت طائفية صارت مذهبية وإزدادت حدّة، ولم تكن المحاولات التقريبية كافية، وان كانت فيها بوادر ايجابية، من شأنها اذا تواصلت وتكاملت أن تنشىء مجتمعاً متماسكاً وسليماً.
خلاصة ما مرّ، ان التمايز قائم بين الزعامة والعمل القيادي من حيث الهدف والممارسة، فهدف الزعامة مبنيّ بمعظمه على الذاتية من خلال توسيع نفوذ الزعيم. في حين ان هدف العمل القيادي هو مساعدة المجتمع على التعامل مع التحديات وإقتناص الفرص المتاحة والاستثمار فيها بما يخدم إستمرار المجموعة وتطورها ولو على حساب شعبية القائد، بخلاف الزعامة، فأن المفهوم الصحيح للعمل القيادي لا يقاس بعدد الأتباع والمؤيدين، بل بمقدار مساعدة المجتمع على زيادة مستوى وعيه ليعيش حياة أفضل.
اما من حيث الممارسة، فالزعامة تسعى لزيادة إعتماد الناس عليها وتدعوهم الى ترك المبادرة لها وتفويض الامور اليها، بينما العمل القيادي يدفع الناس الى العمل والمبادرة ومواجهة التحديات وتحمّل المسؤولية.
ان ماساة لبنان ليست بالدرجة الأولى أزماته، بل غياب العمل القيادي الكفيل بالتعامل مع صعاب الحاضر وتحديات المستقبل وفرصه، وحتى بروز الأعمال القيادية الضرورية في لبنان سيستمر النّق بل النين، وستزيد معه الحاجة في العالم الى التفهّم ومساندة هذا الشعب المتعب والكثير الأحمال.


مايكل كولي

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

الإقطاع عدّوك.. قاوم



التقليد هو من يمسك رقاب الأشداء وعزم الأقوياء، فيَمْسَون مثل آلات تحرّكها الأصابع ثم..تطحنها.

التقليد هو من يبتاع الأشياء بغير اثمانها، ويسمّي الأمور بغير أسمائها، ويعتبر الإحتيال ذكاءً، والثرثرة معرفة، والضعف ليناً، والجبن إباء.

التقليد هو الذي يحرّك الخوف بألسنة الضعفاء، فيتكلمون بما لا يشعرون، ويتظاهرون بما لا يضمرون، ويصبحون بين يداه دمية يلهو بها.

التقليد هو من يقود قوماً بشرائع قوم آخرين، ويتوّج أبناء الزعماء زعماءً، ويسوقنا عبيداً من الأزل الى.. الأبد.

إني أمثّل أمة من الجياع

قيل مرة للمهاتما غاندي" ما بالك تبدو حقيراً في ملابسك وسُبل عيشك؟. فأجاب:" لا تنسوا أنني أمثل أمة من الجياع!"

ان من يمثّلنا أو يدّعي تمثيلنا وينوب عنّا وكالة في أي نمط من أنماط السلطة والمجتمع، إن كان لا يشبهنا أو هو واحدٌ منّا في سلوكيات عيشنا الاجتماعي والاقتصادي، فهو لا يمثّلنا بل يمثّل علينا، لأنه لا يمكن أن يتلّمس أعباءنا ومتطلبات حياتنا بصدق وفاعلية، ما لم يكن واحدٌ من صفوفنا، فالثري لا يمثّل الفقير وربّ العمل لا ينوب عن العامل.
كيف يمكن ان يُدرك أهمية إحتياجاتنا وهموم حياتنا، اذا لم تكن هي ذاتها إحتياجاته وهمومه، من ربطة الخبز الى صفيحة البنزين وقسط المدرسة وتأمين السكن الى آخر لائحة الاحتياجات الضرورية.
ان الطبقة السياسية في لبنان تزداد ثروتها بإضطراد ونحن من يقال عنّا أننا الشعب، نزداد فقراً فأي تمثيل هذا؟



فادي الشاماتي

لو يقوم الأموات ... لساعة

حبذا لو باستطاعة الميْت ان ينهض ولو لساعة، ثم يكمل رحلته الى الآخرة حاملاً معه مشاهد أخيرة أتت ... متأخرة مشاهد ومواقف وعبر تخصّه وحده، ولكن للأسف لن تهمّه فقد ... رحل.
لو قام الفقيد لساعة وحضر مأتمه ما كان سيرى؟
معركة أكاليل طاحنة في السعي لإحتلال الموقع الأبرز أمام عيون المعزّين، الذين
تغريهم هذه الأكاليل حسب انتماءاتهم، أكاليل زعماء ونوّاب بادلوه أخيراً الولاء والوفاء.. بأكاليل حضورهم وحفاظهم على ولاء العائلة.
ازدياد عدد اقاربه .. السياسيين في صفّ تقبّل التعازي به، حتى لتكاد تفلت ايدي
المعزين من الأكتاف. والسياسي الأبرع في التمثيل يقف متأثراً ملتاعاً متحسراً على فقدان الفقيد/ الصوت. حتى ليخال النعش صندوقة اقتراع ابتلعت الفقيد/ الصوت لدورة واحدة ابدية، ولكنه أي السياسي يعزّي نفسه فالعائلة ... باقية وصندوق الاقتراع لا يبلى كما .. النعش.
رجال دين يتحمسون له بمقدار الناولون المدفوع سلفاُ ونقداً وربما مع TVA
والاسطوانة ذاتها: اذا كان الفقيد فقيراً فيكون عاش حياته زاهداً بخيرات الدنيا وكأنها كانت بين يديه! وأسّس عائلته بعرق الجبين، اما اذا كان غنياً فخيراته عمّت أبناء البلدة والجوار وفضله على الجميع!! وصنع نفسه بنفسه (انتاج وطني) أما الرقيم البطريركي اذا وجد فطبعاً كل صفات الفقيد حميدة حسنة تدخله سريعاً الى جنّات الخلد أو الى دعوى تطويب باتجاه روما.
معزّين يقتربون صفوفاً للأخذ بالخاطر تماماً كما يقودون سياراتهم في زحمة السير
(العقلية ذاتها)، وصرخات خافتة من البعض : يلّلا بسرعة مشالحة يا جماعة بلا تبويس بدنا نخلص(من الخاطر أو الفقيد؟) والبعض منهم ينتهزها مناسبة لتذكير الزعيم بخدمة مطلوبة أو بعواطف جياشة.
والشاعر اذا وجد، كالرقيم البطريركي، مالفقيد لا تشوبه شائبة لم يخطئ لم يشتُم، لم يخُن
زوجته ...، وفاشل هو أي الشاعر اذا لم تستجب لكلماته النساء بالولولة والنحيب.

مشاهد تتكرر في كل وداع لفقيد، تعيد استيلاد ذاتها مرة بعد أخرى، وكأنها المسرحية الوحيدة في الدنيا التي لا يتغّير فصل من فصولها!



فادي الشاماتي

وصية والد

إسع يا بني الى العلم والمعرفة، لأن العلم هو الطّريق الأوحد الى الحريّة والمناعة التي تحميك من غدر الزّمان ، وتحرّرك من التبعية
فالعلم يا بنيّ حصن يقيك من الاستزلام ، ويؤمن لك استقلالية قرارك وحرية رأيك، ويجعلك بمنأى عن ظلم الإقطاع الفكري ، السياسي ، الاجتماعي والاقتصادي.
إعلم يا حبيبي إن الحريّة منبر لا يرتقيه إلا المحصنون بالعلم والمعرفة والإرادة .
كن قوياً يا بني فالقوة تكتسب بالجهد المستمر والعمل الدّؤوب في سبيل بلوغ الهدف المنشود .
أوصيك يا ولدي بالتّواضع لأن من اتّضع اٍرتفع وتذكّر أن الله غسل أرجل تلاميذه وعلّمنا التواضع والمحبة .
كن معطاء ولا تبخل بمساعدة الفقير والمحتاج بل كن عوناً ومعيناً لكل من باستطاعتك مساعدته وخدمته.
كن رجلاً رجلاً لا يعيبه الفقر ولا تعميه النعمة ، فاذا ساء الدّهر عليك عانده بالصّبر والقناعة والأمل وحاربه بالطموح . وإذا أغدق الله عليك بنعمة فأحسن التصرّف بها واعمل على تشاطرها مع أخيك الذي يحتاجها.
وأخيراً و ليس اَخراً أوصيك بالتّواصل مع الله ، فمن لا يتخلى عن ربّه لا يتركه ربه،ومن يخاف الله لا يخشاه البشر بل يلجأون اليه عند المحن. لا تنتظرن مكافأة على عطية أو جهد ، فإذا قدّرك الله على العطاء فلا تعلمن يسارك ما تعطيه يمينك لأن الفرح العظيم هو فرح العطاء .
واعلم أن الحياة تضم نوعين من الرّجال :
الأول يسعى الى المعرفة و ينتزعها حقاً له الى أن توليه حق الصدارة والقيادة .
إما الثاني فيتلقّى المعرفة عندما تصل اليه ، وهكذا يمكنه أن يكون مرؤوساً جيداً أو ممتازاً ، لكنّه لا يمكن أن يصبح قائداً.
فتمتّع يا ولدي بحبّ الإطّلاع والمعرفة إذا أردت أن تكون قائداً.



فادي الشاماتي

زعماء أولادنا !


زعماء أولادنا !

دون الاستعانة بالتبصير والتنجيم وضرب المندل، وبلا الرهان على دعاة الديمقراطية في تداولات سلطاتها وإنتاج نُخَبِها، بل إستناداً وإتكالاً فقط على "علم الوراثة" بالمقياس اللبناني الفذّ نحن أولياء أمر أبناءنا، سنحرمهم من الان وصاعداً من التفكير وإضاعة الوقت بالركض وراء مفاهيم هي حق لهم ولكن لا جدوى منها، مثل الطموح والتقدّم والقيادة والتغيير والتجدّد والى آخر المعزوفات الحضارية، لماذا كل ذلك؟ لأنه وعلى ما نحن عليه، سلوكاً وذهنية وتمسكّاً بالتبعية والاتكالية، معلوم - بصورة حاسمة- من هُم زعماؤهم في العقود الآتية من السنين، زعماءهم وماسكي رقابهم ومن دون أدنى شك هم من ذرية الابناء والاشقاء والزوجات وأصهرة الزعماء الحاليين، ولن أغوص في التسميات فهي واضحة كعين الشمس ولا يُستثنى منها احد،  ما حدا يجرّب يزعبر
ويقال ان السبب هذا هو من أهم عوامل هجرة الشباب من لبنان. ربما


فادي الشاماتي