الثلاثاء، 8 فبراير 2011

لو يقوم الأموات ... لساعة

حبذا لو باستطاعة الميْت ان ينهض ولو لساعة، ثم يكمل رحلته الى الآخرة حاملاً معه مشاهد أخيرة أتت ... متأخرة مشاهد ومواقف وعبر تخصّه وحده، ولكن للأسف لن تهمّه فقد ... رحل.
لو قام الفقيد لساعة وحضر مأتمه ما كان سيرى؟
معركة أكاليل طاحنة في السعي لإحتلال الموقع الأبرز أمام عيون المعزّين، الذين
تغريهم هذه الأكاليل حسب انتماءاتهم، أكاليل زعماء ونوّاب بادلوه أخيراً الولاء والوفاء.. بأكاليل حضورهم وحفاظهم على ولاء العائلة.
ازدياد عدد اقاربه .. السياسيين في صفّ تقبّل التعازي به، حتى لتكاد تفلت ايدي
المعزين من الأكتاف. والسياسي الأبرع في التمثيل يقف متأثراً ملتاعاً متحسراً على فقدان الفقيد/ الصوت. حتى ليخال النعش صندوقة اقتراع ابتلعت الفقيد/ الصوت لدورة واحدة ابدية، ولكنه أي السياسي يعزّي نفسه فالعائلة ... باقية وصندوق الاقتراع لا يبلى كما .. النعش.
رجال دين يتحمسون له بمقدار الناولون المدفوع سلفاُ ونقداً وربما مع TVA
والاسطوانة ذاتها: اذا كان الفقيد فقيراً فيكون عاش حياته زاهداً بخيرات الدنيا وكأنها كانت بين يديه! وأسّس عائلته بعرق الجبين، اما اذا كان غنياً فخيراته عمّت أبناء البلدة والجوار وفضله على الجميع!! وصنع نفسه بنفسه (انتاج وطني) أما الرقيم البطريركي اذا وجد فطبعاً كل صفات الفقيد حميدة حسنة تدخله سريعاً الى جنّات الخلد أو الى دعوى تطويب باتجاه روما.
معزّين يقتربون صفوفاً للأخذ بالخاطر تماماً كما يقودون سياراتهم في زحمة السير
(العقلية ذاتها)، وصرخات خافتة من البعض : يلّلا بسرعة مشالحة يا جماعة بلا تبويس بدنا نخلص(من الخاطر أو الفقيد؟) والبعض منهم ينتهزها مناسبة لتذكير الزعيم بخدمة مطلوبة أو بعواطف جياشة.
والشاعر اذا وجد، كالرقيم البطريركي، مالفقيد لا تشوبه شائبة لم يخطئ لم يشتُم، لم يخُن
زوجته ...، وفاشل هو أي الشاعر اذا لم تستجب لكلماته النساء بالولولة والنحيب.

مشاهد تتكرر في كل وداع لفقيد، تعيد استيلاد ذاتها مرة بعد أخرى، وكأنها المسرحية الوحيدة في الدنيا التي لا يتغّير فصل من فصولها!



فادي الشاماتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق